كيف أختار تخصص الماستر الأنسب لي؟ ما هو أفضل تخصص؟

لاختيار تخصص الماستر الأنسب، حدد أهدافك المهنية، ابحث عن البرامج المتاحة، واستشر المختصين. التخصص الأفضل هو الذي يتماشى مع طموحاتك ومتطلبات سوق العمل

 



     اختيار برنامج الماستر المناسب هو أحد أهم القرارات التي قد تواجه الطالب بعد استكمال مرحلة الإجازة، إذ يمثل هذا القرار نقطة تحول في المسار الأكاديمي والمهني، حيث يمكن أن يؤثر بشكل كبير على المستقبل الوظيفي للشخص وفرص النجاح في المجال الذي يطمح إلى العمل فيه. ومع تزايد عدد البرامج المتاحة في مختلف الجامعات، سواء على المستوى الوطني أو الدولي، يواجه الطالب تحديات كبيرة في تحديد التخصص الذي يتوافق مع طموحاته وأهدافه الشخصية والمهنية.

     وفي ظل هذا التنوع الكبير في برامج الماستر، يصبح من الضروري أن يكون الطالب واعيًا ومدركًا للعوامل المختلفة التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل اتخاذ القرار، فليس كل برنامج ماستر يمكن أن يلبي احتياجات كل طالب، وقد يختلف تأثير البرنامج بشكل كبير حسب التخصص، المنهج الدراسي، الموقع الجغرافي، التكاليف، والآفاق، وغيرها من العوامل. لهذا السبب، يتطلب اختيار الماستر المناسب دراسة متأنية وفهمًا عميقًا لمتطلبات السوق المهني، إضافة إلى تطلعات الطالب وإمكاناته.


اقرأ أيضا: الماسترات المفتوحة في القانون 2024-2025


1. تحديد الهدف الوظيفي

     قبل البدء في البحث عن برامج الماستر، من المهم أن تكون لديك فكرة واضحة عن أهدافك المهنية. اسأل نفسك:

  • ما هي الوظيفة التي أطمح إليها؟ فإذا كنت أطمح لولوج مهنة القضاء أو المحاماة مثلا، فسوف أحصل في تخصص القانون المدني أو القانون الجنائي على تكوين جيد يؤهلني لاجتياز مباريات هذه المهن وكذلك يؤهلني مهنيا للتعامل مع مختلف الملفات والقضايا.
  • هل يتطلب هذا المجال شهادة ماستر معينة؟ بحيث أنني إذا كنت أريد أن أصبح متصرفا في وزارة المالية أو وزارة الداخلية فمثل هذه الوظائف تتطلب ماسترات معينة كالمنازعات والأعمال...
  • هل البرنامج الذي أنظر إليه يوفر المهارات والخبرات اللازمة لتحقيق أهدافي؟ وهنا لابد أن يكون لديك هدف (تريد الوصول إلى مهنة معينة) لذلك ترى إن كان الماستر الذي تريد ولوجه قادرا على مساعدتك على الوصول لذلك الهدف أم لا.

2. البحث عن البرامج المتاحة

     بعد تحديد هدفك الوظيفي، ابدأ في البحث عن البرامج التي تتوافق مع هذا الهدف، يمكنك القيام بذلك من خلال:

  • زيارة مواقع الجامعات والتعرف على البرامج التي تقدمها، وهنا أود أن أشير إلى أننا من خلال هذه المنصة نحاول تقريب الطلاب من جميع الماسترات القانونية التي تم الإعلان عنها وعن برامجها والمواقع الرسمية للتسجيل فيها، وستجدون كل هذا لزيارة هذا المقال، وإذ ننوه بأن هذا ليس كاف، بل لابد للطالب من زيارة مواقع الجامعات باستمرار والاطلاع على مختلف الملفات الوصفية لكل ماستر.
  • قراءة تقييمات الطلاب والخريجين، بحيث يمكنك أن تسأل في المجموعات الفيسبوكية مثلا أو في مجموعات الواتساب أو غيرها من المواقع والمنتديات عن ماسترات معينة تهتم بها، وترى تقييم كل طالب لها، سواء من حيث التكوين أو من حيث الآفاق...

3. مراجعة المنهج الدراسي

     من المهم جدًا الاطلاع على المنهج الدراسي لكل برنامج ماستر تنظر إليه، بحيث تتطلع على البرنامج لتتأكد من أنه يغطي المواضيع التي تهمك ويوفر التخصصات التي تحتاجها. اسأل نفسك:

  • هل يركز البرنامج على الجوانب النظرية أم العملية؟
  • هل هناك فرص للتدريب العملي أو البحث؟
  • هل يتم تحديث المنهج الدراسي لمواكبة التغيرات في المجال؟
     فإذا كنت تريد أن تدرس الماستر فقط لكي يكون لديك ماستر فتأكد من أنك في غالب الظن ستصبح "عاطل عن العمل حاصل على ماستر" بعما كنت ستكون "عاطل عن العمل حاصل على الاجازة" والمشكل هنا ليس في العطالة (لأنها مشكل كبير لم تستطع الدولة الوصول إلى أي حل يخفف منها) وإنما في التيه الذي سيعتريك وأنت تحاول الوصول إلى وظيفة تتناسب مع التكوين الذي تلقيته.

4. الاعتبار للموقع والتكاليف

     الموقع الجغرافي للجامعة يمكن أن يلعب دورًا كبيرًا في قرارك. فكر في:

  • هل أريد الدراسة في مدينتي أو في مدينة أخرى؟ مع العلم أن أغلب الطلبة مجبرين طبعا على التفكير في مدن أخرى لكون أن جامعات الحقوق متوفرة في مدن قليلة جدا بالمغرب ومحصورة في النصف الشمالي من المملكة. لذلك فالأجدر أن تفكر في هل أريد أن أدرس في نفس الكلية التي حصلت فيها على الإجازة أم كلية أخرى.
  • ما هي التكاليف المرتبطة بالدراسة (السكن، المعيشة، الكتب...)؟
  • هل توجد فرص للحصول على منح دراسية؟
  • هل يمكنني الاستفادة من السكن في الحي الجامعي في تلك المدينة...؟

5. الاعتراف والشهادات المعتمدة

     تأكد من أن الماستر الذي تختاره معترف به من قبل الهيئات المعنية ويمنح شهادة معتمدة، الشهادة المعتمدة يمكن أن تكون ضرورية عند التقديم لوظائف معينة أو متابعة دراسات أخرى. إلا أننا في المغرب لا نعاني كثيرا من هذا الأمر لأن جل التكوينات التي توفرها الجامعات معترف بها ومعتمدة. (جميع الماسترات التي شاركنا معكم معترف بها)


6. النظر في فرص العمل بعد التخرج

اطلع على نسب توظيف الخريجين من البرنامج الذي تريد الانضمام إليه، اسأل:

  • ما هي الشركات أو المؤسسات أو الوزارات التي توظف خريجي هذا الماستر؟
  • ما هي الأجور المتوقعة؟
  • هل يوفر البرنامج تكوين مهني قوي يساعد في الحصول على وظيفة؟

7. التفكير في التوازن بين الدراسة والحياة

إذا كنت تخطط للدراسة ولديك التزامات أخرى كالعمل مثلا، فمن المهم أن تختار برنامجًا يوفر مرونة في الجدول الزمني. تحقق من:

  • هل يقدم البرنامج خيار الدراسة عن بعد أو بدوام جزئي؟
  • كيف يتم التقييم (امتحانات، أبحاث، العروض)؟

8. قراءة شروط القبول ومتطلبات البرنامج

أخيرًا، تأكد من أنك تستوفي جميع شروط القبول في الماستر. تحقق من:

  • ما هي المتطلبات الأكاديمية؟ لأن مجموعة من الماسترات تتطلب عدد ميزات معينة (مثلا أن تستوفي فصلين على الأقل بميزة) أو تتطلب نقطة إجمالية محددة ( كـ 12/20 مثلا) أو عدد سنوات حصولك على الإجازة ( 4 سنوات على الأكثر على سبيل المثال في بعض الماسترات) وهكذا...، وبالتالي فالاطلاع على شروط القبول أمر ضروري للغاية حتى لا تضيع الفرصة في التسجيل في ماستر آخر، وتتنتظر بلا جدوى.
  • هل هناك اختبارات دخول أو مقابلات؟ وهنا فجميع الماسترات المغربية تجري على الأقل اختبار واحد قد يكون كتابي في غالب الأحيان، إلا أن أغلب الماسترات تجري اختبارين، كتابي وشفوي، لا تفصل بينهما إلا أياما قليلة، وذلك للوقوف على مدى استعداد الطالب لمتابعة الدراسة في سلك الماستر.
  • ما هي الوثائق المطلوبة للتقديم؟ أغلب الجامعات تعتمد التقديم الالكتروني، على أساس أن يودع الطالب وثائقه بعد اجتياز اختبارات الولوج، إلا أن بعض الجامعات تطلب الايداع الورقي للمستندات لاتمام عملية التسجيل القبلي، وهذه الوثائق غالبا تكون نسخ من شهادة الاجازة، ومن بينات نقط الاجازة، ونسخة من شهادة البالكالوريا وبطاقة التعريف الوطنية، وقد يتطلب وثائق أخرى تختلف باختلاف كل مؤسسة جامعية.


     في ختام موضوعنا حول كيفية اختيار الماستر المناسب، يتضح أن هذه العملية تتطلب تفكيرًا عميقًا وتخطيطًا دقيقًا لضمان تحقيق الأهداف الأكاديمية والمهنية. يتعين على الطالب أن يبدأ بتحديد طموحاته المهنية بوضوح، ثم البحث عن البرامج الأكاديمية التي تتوافق مع تلك الطموحات من خلال الاستفادة من الموارد المتاحة مثل المواقع الأكاديمية والتواصل مع الخريجين والمتخصصين. من المهم أيضًا مراعاة متطلبات القبول والتأكد من توافق البرنامج مع اهتماماتك وقدراتك الأكاديمية.

    الاختيار الصحيح لبرنامج الماستر لا يعني فقط الحصول على شهادة، بل هو خطوة استراتيجية نحو بناء مسار مهني ناجح. لذا، ينصح كل طالب بأن يأخذ وقته في استكشاف الخيارات المتاحة، والتفكير بعناية في مستقبله، والاستفادة من جميع المصادر المتاحة لضمان اتخاذ القرار الأنسب لمستقبله الأكاديمي والمهني.


اقرأ أيضا: نظام الماستر الجديد بالمغرب للموسم الجامعي 2024-2025

إرسال تعليق

حقوق النشر © قانوني - Qanony جميع الحقوق محفوظة
x