ما الفرق بين القانون العام والقانون الخاص؟ معايير التمييز وفروع كل منهما..

يعنى القانون العام بتنظيم العلاقات التي تكون فيها الدولة طرفا ذا سيادة، أما القانون الخاص، فهو معني بتنظيم العلاقات بين الأفراد أو الهيئات الخاصة...

ما الفرق بين القانون العام والقانون الخاص

 

     يعتبر القانون من أهم الأدوات التي يعتمد عليها المجتمع لتنظيم العلاقات بين أفراده، وهو ينقسم إلى فرعين رئيسيين: القانون العام والقانون الخاص. يُعنى القانون العام بتنظيم العلاقات التي تكون فيها الدولة طرفا ذا سيادة، سواء كان ذلك على مستوى السلطة العامة أو الهيئات الحكومية، حيث يسعى لحماية المصلحة العامة. أما القانون الخاص، فهو معني بتنظيم العلاقات بين الأفراد أو الهيئات الخاصة، ويركز على حماية الحقوق الفردية وضمان التوازن بين المصالح الشخصية.

     ويعد التمييز بين القانون العام والخاص ضرورة لفهم طبيعة العلاقة بين الأفراد والدولة، وتحديد نطاق تطبيق كل منهما، حيث تستند معايير التمييز إلى اعتبارات عديدة مثل طبيعة الأطراف، والمصلحة التي يحميها القانون، وطبيعة الجزاءات المترتبة على مخالفة القواعد. وهو ما سنحاول تسليط الضوء عليه من خلال هذا المقال، الذي سنتناول فيه الفرق بين القانون العام والخاص، ونستعرض أهم المعايير التي تُميّز بينهما، بالإضافة إلى فروع كل منهما وتأثيرهما على تنظيم الحياة الاجتماعية والقانونية.


اقرأ أيضا: خصائص القاعدة القانونية


1- معايير التمييز بين القانون الخاص والقانون العام:

     عند الحديث عن التمييز بين القانون العام والقانون الخاص، تبرز عدة معايير تستخدم لفهم الحدود الفاصلة بينهما، ومن أبرز هذه المعايير معيار المصلحة، حيث يركز القانون العام على حماية المصلحة العامة، بينما يهتم القانون الخاص بالمصالح الفردية والشخصية. كما يظهر معيار القواعد، إذ يعتمد القانون العام على القواعد الآمرة التي لا يجوز الاتفاق على مخالفتها، في حين يترك القانون الخاص مجالًا للقواعد المكملة التي يمكن للأطراف تعديلها بما يتناسب مع رغباتهم. وأخيرا، يبرز معيار علاقة الدولة دورها كصاحبة السيادة في القانون العام، حيث تكون طرفًا بسلطتها في العلاقات القانونية، بينما تفتقر لهذه الصفة في القانون الخاص الذي ينظم العلاقات بين الأفراد أو الهيئات الخاصة على قدم المساواة.

أ- معيار المصلحة العامة والمصلحة الخاصة:

     يتمحور التركيز  في القانون العام حول حماية المصلحة العامة، التي تمثل مجموع المصالح المشتركة بين أفراد المجتمع ككل. فالقوانين في هذا السياق تهدف إلى تنظيم العلاقات التي تتعلق بالدولة ومؤسساتها، والعمل على حفظ النظام العام وتحقيق العدالة الاجتماعية. فهي تسعى إلى ضمان سير المرافق العامة، حماية حقوق المواطنين العامة، وتوفير الخدمات الأساسية التي تهم المجتمع ككل، مثل القوانين المتعلقة بالمالية، والضرائب، والسياسة العمومية.
     أما في القانون الخاص، فالمحور الأساسي هو حماية المصالح الخاصة للأفراد أو الهيئات الخاصة، وتنظيم العلاقات بينهم على أساس المساواة. حيث يعنى القانون الخاص بتنظيم العقود، الحقوق الشخصية، حقوق الملكية، والمسؤوليات الفردية. ويبقى الهدف من القانون الخاص هو تحقيق التوازن بين المصالح الفردية للأشخاص، بما يتيح لهم ممارسة حرياتهم وحقوقهم دون الإضرار بالآخرين.

ب- معيار القواعد الامرة والقواعد المكملة:

     فيما يتعلق بالقانون العام، تسود القواعد الآمرة، وهي القواعد التي لا يجوز للأفراد الاتفاق على مخالفتها أو التنازل عنها. هذه القواعد تهدف إلى حماية المصلحة العامة وضمان استقرار النظام العام، لذا فهي إلزامية بطبيعتها، ولا يُسمح بتعديلها من قبل الأطراف المعنية. على سبيل المثال، القوانين المتعلقة بالأمن العام أو الضرائب تُعد آمرة، ولا يمكن للأفراد الاتفاق على تجاوزها أو تغييرها حتى في إطار عقودهم أو تعاملاتهم الخاصة. القواعد الآمرة في القانون العام تحمي النظام القانوني والمجتمع ككل، ولا تخضع لإرادة الأفراد.
     بينما في القانون الخاص، فتسود القواعد المكملة أو التفسيرية، وهي القواعد التي تُطبق إذا لم يتفق الأطراف على خلافها. بمعنى آخر، تترك هذه القواعد مساحة للأفراد لتنظيم علاقاتهم وتحديد شروط عقودهم بحرية. إذا لم ينص العقد على حكم معين، تتدخل القواعد المكملة لتحديد الحقوق والواجبات. ومع ذلك، يمكن للأفراد الاتفاق على تجاوز هذه القواعد أو تعديلها بما يناسب احتياجاتهم الخاصة، طالما أن الاتفاق لا يتعارض مع القواعد الآمرة أو النظام العام.
     إلا أن هذا المعيار ليس أمرا مطلقا، حيث أن عدد كبير من القواعد التي تندرج ضمن فروع القانون الخاص تعتبر قواعد آمرة ولا يجوز الاتفاق على مخالفتها كالقواعد المتعلقة بمدونة الأسرة مثلا من خطبة وزواج وميراث...

ج- علاقة الدولة كطرف وكصاحبة سيادة:

     عندما يتعلق الأمر بالقانون العام، تكون الدولة طرفا بصفة السيادة، أي أنها تمثل السلطة العامة وتتصرف بصفتها صاحبة السيادة والقوة التنفيذية في المجتمع. وفي هذا السياق، لا تكون الدولة على قدم المساواة مع الأفراد، بل تتمتع بسلطة عليا تتيح لها فرض القوانين وتنظيم الحياة العامة لتحقيق المصلحة العامة. على سبيل المثال، عندما تقوم الدولة بفرض الضرائب، تنظيم الأمن العام، أو تطبيق القوانين الجنائية، فإنها تمارس سلطاتها السيادية التي لا يمكن للأفراد مواجهتها أو تحديها بنفس المستوى. في هذا النوع من العلاقات، تكون الدولة صاحبة قرار ولا يمكن للأفراد تعديل أو تجاوز القواعد المفروضة.
     أما في القانون الخاص، فإذا دخلت الدولة في علاقة قانونية مع الأفراد، فإنها تكون طرفًا على قدم المساواة مع الأطراف الأخرى، ولا تُمارس سلطتها السيادية. وفي هذه الحالات، تتعامل الدولة ككيان قانوني أو شخص عادي، مثل الدخول في عقود أو معاملات مدنية أو تجارية. على سبيل المثال، إذا قامت الدولة بشراء أرض أو توقيع عقد مع شركة خاصة لبناء مشروع، فإن العلاقة هنا تخضع للقواعد المدنية أو التجارية، والدولة لا تتمتع بأي امتيازات سيادية تميزها عن الأطراف الأخرى.
     وبالتالي، ففي القانون العام، تمارس الدولة سلطتها السيادية لضمان المصلحة العامة، بينما في القانون الخاص، تكون الدولة مثلها مثل الأفراد، خاضعة لنفس القواعد التي تنظم العلاقات الخاصة، مما يحقق التوازن في المعاملات القانونية.

2- فروع القانون العام والقانون الخاص:

      سبق وأن أشرنا إلى أن أهم تقسيم للقانون هو: القانون العام والقانون الخاص، حيث أن لكل منهما دور مميز في تنظيم العلاقات داخل المجتمع، وذكرنا أن القانون العام يتناول تنظيم العلاقات التي تكون الدولة طرفا فيها بهدف حماية المصلحة العامة، بينما يركز القانون الخاص على تنظيم العلاقات بين الأفراد أو الهيئات الخاصة لحماية حقوقهم الشخصية. وتتفرع كل من هذه الأقسام إلى مجالات متعددة، تشكل الإطار القانوني الذي ينظم مختلف جوانب الحياة اليومية، ويضمن استقرار المجتمع وعدالته.

أ- فروع القانون العام:

     ينقسم القانون العام إلى عدة تخصصات، ولكن يمكن تصنيفها بشكل أساسي إلى القانون العام الداخلي والقانون العام الخارجي، حيث أن كل واحد منهما يتناول تنظيم علاقات الدولة سواء داخل حدودها أو على المستوى الدولي:

- القانون العام الداخلي:

     يعنى القانون العام الداخلي بتنظيم العلاقة بين الدولة والأفراد أو الهيئات داخل حدود الدولة. يُعد هذا الفرع جزءا أساسيا في بناء النظام القانوني الداخلي للدولة، ويشمل عدة فروع فرعية تهدف إلى حماية المصلحة العامة وضمان سير المؤسسات العامة بشكل منظم وفعال. ومن أبرز فروعه:
القانون الدستوري: يُعتبر القانون الدستوري حجر الأساس في القانون العام الداخلي، حيث يضع الإطار العام لتنظيم السلطات العامة في الدولة. يحدد شكل النظام السياسي (ملكي، برلماني، رئاسي، إلخ)، ويفصل بين السلطات الثلاث: التشريعية، التنفيذية، والقضائية. كما ينظم الحقوق والحريات الأساسية للأفراد ويحدد كيفية ممارسة السلطة العامة في إطار الدستور.
القانون الإداري: يهتم بتنظيم نشاط السلطة التنفيذية المتمثل في النشاط الإداري، سواء على المستوى المركزي أو المحلي. ويحدد آليات إدارة المرافق العامة، كما يضع القواعد التي تُنظم علاقة الإدارة بالأفراد، بما في ذلك قراراتها وإجراءاتها، وكيفية مراقبتها قضائيا أمام المحاكم الإدارية. والهدف من هذا القانون هو تحقيق التوازن بين الحفاظ على حقوق الأفراد وضمان فاعلية عمل الإدارة.
القانون المالي: ينظم الموارد المالية للدولة وكيفية جمعها وإنفاقها، بما في ذلك فرض الضرائب والموازنة العامة. ويهدف القانون المالي إلى ضمان عدالة توزيع الأعباء المالية بين المواطنين، والتحكم في الإيرادات والنفقات العامة للدولة، بما يحقق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

- القانون العام الخارجي:

     يُعرف أيضا بـ القانون الدولي العام، ويعنى بتنظيم العلاقات القانونية بين الدول والكيانات الدولية، حيث يعد هذا الفرع مهما في الحفاظ على النظام العالمي، وضمان التعايش السلمي والتعاون بين الدول. ومن أبرز فروعه:
القانون الدولي العام: ينظم العلاقات بين الدول والمنظمات الدولية، ويحدد القواعد التي تُنظم الأمور مثل السيادة، الحدود، الدبلوماسية، وحقوق الإنسان على المستوى العالمي. ويشمل أيضا قواعد القانون الدولي الإنساني التي تُنظم الحروب والصراعات المسلحة، وتحدد حقوق المدنيين والمقاتلين.
القانون الدولي الإنساني: وهو فرع من القانون الدولي العام، حيث يهدف إلى حماية الأفراد أثناء النزاعات المسلحة وتقليل المعاناة الناتجة عنها. وينظم هذا القانون كيفية معاملة الأسرى، حماية المدنيين، وتحديد الأسلحة المحظورة.
القانون الدولي للبحار: يُعنى بتنظيم حقوق الدول في البحار والمحيطات، ويشمل قواعد متعلقة بالمياه الإقليمية، المناطق الاقتصادية الخالصة، حرية الملاحة، واستغلال الموارد البحرية.

- الفرق بين القانون العام الداخلي والخارجي:

القانون العام الداخلي يركز على تنظيم العلاقة بين الدولة والأفراد داخل حدود الدولة، ويهتم بإدارة المؤسسات العامة والمرافق، وحماية الحقوق الدستورية للمواطنين. في حين أن القانون العام الخارجي يتناول العلاقات بين الدول على الساحة الدولية، ويسعى إلى تحقيق التعاون والسلام بين الكيانات الدولية، مع وضع إطار قانوني لحل النزاعات الدولية وحماية حقوق الإنسان على المستوى العالمي.

ب- فروع القانون الخاص:

     يهتم القانون الخاص بتنظيم العلاقات بين الأفراد أو الهيئات الخاصة، ويشمل العديد من الفروع التي تحكم جوانب متعددة من حياة الأفراد ومعاملاتهم. من أهم فروع القانون الخاص:

القانون المدني:

     يعتبر القانون المدني العمود الفقري للقانون الخاص، حيث ينظم العلاقات الخاصة بين الأفراد في الحياة اليومية. ويتناول هذا الفرع الأحوال الشخصية، والمعاملات المالية والحقوق العينية والمسؤولية المدنية، ومختلف العقود. من أبرز مواضيع القانون المدني:

  • الالتزام: وأسبابه العقد وشبه العقد والجرائم وأشباه الجرائم والقانون
  • العقود: مثل البيع، الكراء، والهبة...، حيث يحدد الالتزامات والحقوق الناتجة عن هذه العلاقات التعاقدية.
  • الحقوق العينية: حيث ينظم مختلف الحقوق المتعلقة بالأشياء العقارية والمنقولة، وكيفية حمايتها وانتقالها.
  • المسؤولية المدنية: تتعلق بالتعويض عن الأضرار التي يسببها الشخص للآخر، سواء عن طريق الإهمال أو الفعل الضار.
  • الأحوال الشخصية: كالخطبة والزواج والطلاق والميراث.

القانون التجاري:

     يُعنى القانون التجاري بتنظيم الأنشطة التجارية والمعاملات بين التجار أو بين الشركات. يهدف إلى توفير إطار قانوني يُنظم الأعمال التجارية ويضمن حقوق الأطراف المتعاملة. ومن أهم المواضيع التي يغطيها القانون التجاري:

  • التاجر والأعمال التجارية: حيث يحدد الأعمال التي تعتبر أعمالا تجارية وكيفية اكتساب صفة التاجر، مع تحديد التزامات التاجر.
  • الشركات: ينظم تأسيس وإدارة الشركات التجارية بأنواعها المختلفة.
  • العقود التجارية: مثل عقود البيع والشراء الخاصة بالتجار، وعقود الوكالة التجارية.
  • الأوراق التجارية: مثل الشيكات، السندات، والكمبيالات، التي تُستخدم كأدوات للمعاملات المالية.
  • صعوبات المقاولة: يحدد الإجراءات القانونية المتعلقة بإنقاذ أو تصفية المقاولة عندما تعجز عن الوفاء بديونها.

قانون الشغل:

يُنظم قانون الشغل العلاقة بين العمال وأصحاب العمل، ويهدف إلى حماية حقوق الطرفين وضمان تحقيق التوازن في علاقات العمل. يتناول القانون مسائل مهمة مثل:

  • عقود العمل: تحديد حقوق والتزامات الأجير والمشغل، مدة العمل، الأجر، والإجازات.
  • حقوق الأجير: تشمل حقوق مثل الحد الأدنى للأجور، ساعات العمل، وفترات الراحة والإجازات.
  • تسوية النزاعات العمالية: يضع آليات قانونية لحل النزاعات التي قد تنشأ بين الأجير والمشغل.
  • السلامة المهنية: يُلزم أصحاب العمل بتوفير بيئة عمل آمنة للأجراء ويحدد مسؤولياتهم في حالة الحوادث.

ج- القانون الجنائي:

     يعد القانون الجنائي فرعًا قانونيًا مثيرا للجدل بين الفقهاء حول تصنيفه، حيث تتباين الآراء بشأن ما إذا كان يُصنّف ضمن القانون العام أو القانون الخاص. يهدف القانون الجنائي بشكل أساسي إلى حماية المجتمع من الجرائم وضمان النظام العام من خلال تحديد الأفعال المجرّمة وفرض العقوبات على مرتكبيها. ومع ذلك، تختلف الرؤى حول طبيعة العلاقة التي يُنظمها القانون الجنائي وما إذا كانت تدخل في إطار العلاقات العامة أو الخاصة.

الرأي الذي يصنفه ضمن القانون العام:

ذهب غالبية الفقهاء إلى تصنيف القانون الجنائي ضمن القانون العام، ويستندون في ذلك إلى عدة اعتبارات:

  • الدولة كطرف فاعل: في القانون الجنائي، تكون الدولة طرفا رئيسيا، فهي من تتولى توجيه الاتهام وملاحقة المجرمين من خلال النيابة العامة. الدولة هنا تمثل المصلحة العامة وتسعى إلى حماية المجتمع ككل، مما يجعلها تمارس سلطتها السيادية في تطبيق العقوبات الجنائية.
  • حماية النظام العام: الغرض الأساسي من القانون الجنائي هو حماية النظام العام ومنع الأفعال التي تُهدد سلامة المجتمع وأمنه. بما أن القانون العام يرتبط بحماية المصالح العامة، فإن هذا يجعل القانون الجنائي أكثر قربا من القانون العام.
  • الطبيعة الآمرة للقواعد: القانون الجنائي يعتمد بشكل كامل على القواعد الآمرة التي لا يسمح للأفراد بالاتفاق على مخالفتها أو التنازل عنها. القواعد الجنائية تفرض حماية قوية للنظام العام، ولا يمكن للأفراد تعديلها أو استثنائها في تعاملاتهم الخاصة.

- الرأي الذي يصنفه ضمن القانون الخاص:

على الجانب الآخر، يوجد رأي أقلية من الفقهاء الذين يرون أن القانون الجنائي يمكن اعتباره جزءًا من القانون الخاص، ويستندون إلى:

  • حماية الحقوق الفردية: القانون الجنائي لا يحمي فقط المصلحة العامة، بل يحمي أيضًا الحقوق الفردية للأشخاص مثل الحق في الحياة، والملكية، والسلامة الجسدية. وبالتالي، فإن الكثير من الجرائم تتعلق بالمساس بمصالح الأفراد بشكل مباشر.
  • العلاقات بين الأفراد: رغم أن الدولة تعد طرفا فاعلا في تطبيق القانون الجنائي، فإن الجرائم غالبًا ما تحدث بين الأفراد أو الهيئات الخاصة. على سبيل المثال، جرائم السرقة أو الاحتيال أو الاعتداء تُنظم علاقات بين أشخاص أو أطراف خاصة.

رأي توفيقي:

يرى بعض الفقهاء أن القانون الجنائي هو قانون ذو طبيعة مزدوجة، إذ يجمع بين عناصر من القانون العام والقانون الخاص:

  • من ناحية، يخص القانون الجنائي الدولة لأنها تمثل المجتمع وتحمي النظام العام، وبالتالي فهو جزء من القانون العام.
  • من ناحية أخرى، العديد من الجرائم تؤثر بشكل مباشر على الأفراد وحقوقهم الشخصية، وهو ما يُقرّب القانون الجنائي من القانون الخاص في بعض جوانبه.

خاتمة: 

     يظهر التمييز بين القانون العام والقانون الخاص مدى أهمية تقسيم القانون إلى هذين الفرعين الرئيسيين لتنظيم مختلف جوانب الحياة الاجتماعية، فالقانون العام يسعى إلى حماية المصلحة العامة من خلال تنظيم علاقات الدولة مع الأفراد ومؤسساتها السيادية، بينما يركز القانون الخاص على حماية الحقوق الفردية وتنظيم العلاقات بين الأفراد والهيئات الخاصة. وبالرغم من وضوح الاختلاف بينهما في الأهداف والأساس القانوني، نجد في بعض الأحيان تداخلًا في بعض الفروع القانونية، كما في حالة القانون الجنائي، مما يعكس الطبيعة الديناميكية والمتكاملة للنظام القانوني. هذا التمييز يُسهم في فهم أفضل لطبيعة القانون وتطبيقاته، ويُبرز الدور الأساسي لكل فرع في تحقيق العدالة والنظام في المجتمع.

إرسال تعليق

حقوق النشر © قانوني - Qanony جميع الحقوق محفوظة
x